[color:5d2e=violetقال تعالى : ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ).
هذه القاعدة القرآنية المحكمة - في باب الأخلاق لها صلة قوية بتربية القلب وتركيته كما أن
لها صلة بعلاقة الإنسان بغيره من الناس .
وقد قال جمع من المفسرين في قوله تعالى : ( ومن يوق شح نفسه ) : هو ألا يأخذ شيئاً
مما نهاه الله عنه ، ولا يمنع شيئاً أمره الله بأدائه ، فالشح يأمر بخلاف أمر الله ورسوله ، فإن
الله ينهى عن الظلم ويأمر بالإحسان ، والشح يأمر بالظلم وينهى عن الإحسان .
**
ولما كان الشح عزيزة في النفس أضافه الله إلى النفس ( ومن يوق شح نفسه ) وهذا
لا يعني أنه لا يمكن الخلاص من بل الخلاص منه يسير على من يسّره الله عليه ولكن
الخلاص التام منه بأنواعه كلها الحسية والمعنوية لا يوفق له إلا ( المفلحون ) .
ولهذا ‘‘ رؤي عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - وهو يطوف بالبيت ويقول : ربّ قني
شح نفسي ! ربّ قني شُحّ نفسي ! .. لا يزيد على ذلك فقيل له في هذا ؟ فقال : إذا
وُقيِت شح نفسي لم أسرق , ولم أزِن , ولم أفعل ‘‘
وهذا من عُمق فهم السلف - والصحابة رضي الله عنهم خصوصاً - لمعاني كلام الله تعالى .
المرجع / كتاب قواعد قرآنية - بتصرف -
للشيخ الدكتور : عمر بن عبدالله المقبل ~
]